وتضمن هذا الخبر وإظهاره محاذير منها :
1 – الاهتمام بتوافه الأمور
كما هي عادة بعض – إن لم يكن كثير من وسائل الاعلام – ومتابعة غير المفيد بل والضار للأمة ،
ويترتب على ذلك إهمال ماهو هام ومفيد .
وقد قال رسول الله صلى الله عليه على آله وسلم : إن الله يحب معالي الأمور وأشرافها، ويكره سفسافها .
رواه الحاكم وغيره وصححه الألباني .
2 – إظهار هذا الأمر على أنه أمر عادي لا يحتاج إلى نكير .
حتى أصبح من الناس من يفتخر بشِاربه ! بل يُوصف الرجال بـ " طوال الشوارب " !!
ولو تأملوا وعلموا من هو طويل الشوارب لما افتخروا به !!! إن هذا الأمر – أيها الكرام - بحاجة إلى نكير لا إشهار وإقرا .
وقد ثبت في صحيح مسلم من حديث أنس – رضي الله عنه – قال :
وُقّت لنا في قص الشارب وتقليم الأظفار ونتف الإبط وحلق العانة أن لا نترك أكثر من أربعين ليلة .
وقال عليه الصلاة والسلام :
من لم يأخذ من شاربه فليس منا . رواه الإمام أحمد والترمذي والنسائي وصححه الألباني .
والناس فيما يتعلق بالشارب طرفان ووسط .
فطرف رباه ونماه واعتنى به !
وطرف حلقـه وأزالــه !
والوسط من حف شاربه فوافق السنة ،
ولذا كان الإمام مالك – رحمه الله – يقول : يؤخذ من الشارب حتى يبدو طرف الشفة وهو الإطار ، وذكر ابن عبد الحكم عنه قال :
وتحفى الشوارب ، وتعفى اللحى ، وليس إحفاء الشارب حلقه ، وأرى أن يؤدب من حلق شارب.
وقال ابن خويز منداد قال مالك : أرى أن يوجع من حلقه ضربا ، كأنه يراه ممثِّـلا بنفسه .
وقال أشهب : سألت مالكا عمن يحفي شاربه ؟ فقال : أرى أن يوجع ضربا ، وقال لمن يحلق شاربه : هذه بدعة ظهرت في الناس .
وهدي النبي صلى الله عليه على آله وسلم هو خير الهدي ، وقد كان صلى الله عليه على آله وسلم يحف شاربه ، وربما أمر الحجام أن يأخذ من شاربه .
قال المغيرة بن شعبة – رضي الله عنه – : ضفت رسول الله صلى الله عليه على آله وسلم . قال : وكان شاربي قد وفّـى ،
فقصّه لي على سواك ، أو قال أقصه لك على سواك . رواه أحمد وأبو داود وغيره ، وصححه الألباني .
وفي رواية قال : فوضع السواك تحت الشارب فقصّ عليه .
) قص الشارب – حفّ الشارب – إحفاء الشارب – إنهاك الشوارب (ولم أرَ في حديث واحد التعبير بلفظ ( حلق الشوارب )
مع أنه صلى الله عليه على آله وسلم عبّر بهذا اللفظ فيما يتعلق بالنسك ، وفيما يتعلق بالعانة .
وعبّر فيما يتعلق بالإبط بالـ ( النتف ) .فلما تباينت الألفاظ اقتضى الأمر التغاير في الأفعال ألفاظ الشارع مقصودة لذاتها .
وكان ابن عمر يحفي شاربه حتى يُنظر إلى بياض الجلد ، ويأخذ هذين يعني بين الشارب واللحية .
رواه البخاري عنه تعليقا .
وقصّ الشوارب لِـحِـكم منها :
1 - مخالفة المشركين ،
لقوله صلى الله عليه على آله وسلم : خالفوا المشركين ، أحفوا الشوارب ، وأوفوا اللحى . رواه مسلم .
فالمسلم مُستقل الشخصية ، صاف المعتقد .
2 - ذكر ابن حجر من فوائد وحكم قص الشارب : الأمن من التشويش على الآكل ، وبقاء زهومه المأكول فيه .
وما ذكره ابن حجر ذكره الطبري قبله ، فإنه قال : وقص الشارب أن يأخذ ما طال على الشفة ،
بحيث لا يؤذي الآكل ، ولا يجتمع فيه الوسخ . انتهى .
3 – وأضيف على ما ذُكر : تقذّر الناس له ، بحيث إذا شرب ( طويل الشوارب ) من الإناء وانغمس شاربه
في الإناء كره الناس الشرب بعده ، واستقذروه .
ولذا جاء النهي عن النفخ في الشراب والتنفس في الإناء ، لئلا يتأذى الذي يشرب بعده ، ولأمن انتقال الأمراض
كيف ومن لم يأخذ بشاربه فليس على سنة النبي صلى الله عليه على آله وسلم وليس على هديه ؟
فهذا مما ورد في الشارب في قصّه وحفّـه وهدي النبي صلى الله عليه على آله وسلم فيه ،
أحببت إيضاح هذا الأمر ،
لأن الناس أُمِروا بإكرام اللحى فما فعلوا ،
وأمِروا بإهانة الشوارب فما امتثلوا .
--~--~---------~--~----~------------~-------~--~----~
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعة
"برامج أون لاين".
لإرسال هذا إلى هذه المجموعة، قم بإرسال بريد إلكتروني إلى
m35m@googlegroups.com
لخيارات أكثر، الرجاء زيارة المجموعة على
http://groups.google.com.eg/group/m35m?hl=ar
-~----------~----~----~----~------~----~------~--~---
No comments:
Post a Comment